الهواء النقي والحدائق تمثل بيئة صحية للأطفال والكبار على حد سواء. ومعظم الأطفال يتعلقون بشدة بالحياة في الهواء الطلق، حيث يمكنهم الجري واللعب بحرية، والتمتع بالبيئة الطبيعية. من المؤسف أن الانشطة خارج المنزل في الهواء الطلق قد انخفضت بشكل هائل لأنها استبدلت بأنشطة أخرى مثل مشاهدة التلفزيون وممارسة العاب الفيديو، والكومبيوتر. يقول راندي وايت، الرئيس التنفيذي لمجموعة وايت هاتشينسون التعليمية والترفيهية، شركة متخصصة في تصميم اجواء تعليم وترفيه ولعب الاطفال: إن الاماكن البيئية الطبيعية الخارجية هي الأماكن التي يمكن للأطفال أن يستعيدوا سحرهم الطبيعي، وعن طريق فرحة الاستكشاف واكتشاف العالم الطبيعي يكسبوا القدرة على التعلم والنمو الى ابعد الحدود.
* ما أهمية الحدائق والطبيعة؟
* الطبيعة مهمة جدا في نمو الأطفال من خلال العديد من السبل بما فيها النمو النفسي، والفكري والعاطفي والجسدي. عن طريق اللعب واكتشاف العالم الطبيعي، يمكن للطفل تعلم كيف تنمو الأشجار، وتعلم اسماء واشكال أنواع النباتات والحيوانات والحشرات المختلفة. كما بينت الدراسات ان اللعب في الحدائق خارج المنزل يقلل من العدوانية بين الأطفال بسبب التأثير المهدئ للخضرة فيهم. المزايا الأخرى التي تخصص فيها باحثون بارزون، التي لها تأثير في شخصية الأطفال مثل الدكتور اندريا تايلور، الدكتور ويلز وغيرهما يمكن تلخيصها في الآتي: > فوائد عضوية، أثبتت الدراسات أن الاطفال الذين يلعبون خارج المنزل وبالحدائق أقل عرضة للاصابة بالامراض، كما تتطور قدرة التنسيق والتوازن لديهم. > فوائد للصحة العقلية، من خلال تحسين الوعي والمنطق ومهارات الرصد. > تحسين التركيز والانضباط. > اللعب في البيئة الطبيعية المتنوعة يزيل أو يقلل من العنف والعدوانية. > البيئة الطبيعية تحفز التفاعل الاجتماعي بين الأطفال. > الاطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يكونون اكثر قدرة على التركيز بعد قضاء بعض الوقت في الطبيعة. > تعرض الأطفال في عمر مبكر للطبيعة قد يرتبط بشكل ايجابي مع التنمية ويوسع مخيلة الطفل ويحفزه على الابداع. > البيئة الخارجية مهمة لتنمية الاطفال من الاستقلال ومعرفة الذات.
* تأثيرات علاجية
* تبين ان للحدائق تأثيرا علاجيا، كما يمكن ان تساعد على تخفيف اعراض المرض وسرعة شفاء المريض. وفي دراسة اجراها البروفيسور روجر اولريك في ولاية تكساس، بين المرضى في الرعاية المشددة، تم وضع بعض المرضى الذين اجريت لهم عملية جراحية في البطن في نوعين من الغرف، واحدة لها نافذة تواجه جدارا من الطوب، والاخرى لها نافذة تواجه حديقة اشجار. وقد تبين ان المرضى الذين كانوا في الغرف التي واجهت الاشجار استردوا عافيتهم أسرع وكانوا أقل حاجة الى مسكنات الألم من اولئك الذين كانوا في الغرفة التي تواجه الجدار.
* آثار غير مرغوب فيها
* وعلى الرغم من الفوائد الايجابية العديدة للحدائق والطبيعة، سواء كانت في المنزل، في المدارس أو في الملاعب او المتنزهات، الا ان هنالك بعض الآثار السلبية التي يمكن ان تسببها الحدائق. نعد منها: > حمى القش، مرض واسع الانتشار يحدث نتيجة للتعرض لغبار الطلع في الهواء في فصل الربيع. وهو ليس مرضا خطيرا ولكنه غير مريح للطفل الذي يتأثر به. > الحدائق في البيت عادة ما تعني وجود مبيدات للآفات والأعشاب. وهذه المبيدات خطرة على الاطفال اذا كانوا قادرين على الوصول اليها. ويمكن ان تتسبب في تسممهم، ولذلك يجب الحرص على ابعاد هذه المبيدات عن متناولهم. > لدغ الحشرات من الحوادث الشائعة في الحدائق. بعض الأطفال لديهم حساسية من بعض الحشرات.
* تشجيع الاطفال على حب الطبيعة
* من الاهمية بمكان تشجيع طفلك على حب الطبيعة. ويوصي معظم الباحثين بغرس حب الطبيعة في طفلك منذ وقت مبكر جدا. والمكسب من محبة الطبيعة تفوق الآثار غير المرغوب فيها، كما تعد التجربة أيضا عملية تعليمية لطفلك.
احدى الطرق المقترحة لتشجيع طفلك تتمثل في تعليمه مهارات البستنة والاعتناء بالاشجار منذ سن مبكرة. ليس هناك شك في ان طفلك سيتمتع بمسؤولية مساعدتك في الحديقة، كما يمكنك تخصيص منطقة بالحديقة ليعتني بها، واذا كنت لا تمتلك حديقة، فيمكنك شراء شجرة ظليلة يمكن رعايتها داخل المنزل. الدراسات التي اجرتها الرابطة الغذائية الاميركية وجدت ان الأطفال الذين لديهم اهتمامات في البستنة يأكلون فواكه وخضراوات اكثر. والحدائق يمكن ان تخصب خيال طفلك وتجعله يتحول الى شخص مسؤول يُشعر بقيمة الطبيعة. والنتيجة النهائية ستكون بالتأكيد تجربة مجزية لك وللطفل، كما انكم ستقضون وقتا ممتعا مع الاسرة تعملون على تنفيذ هدف مشترك <
* ست طرق لجعل طفلك يتمتع بالحديقة :
1. حاول التخلص من كافة المبيدات الكيميائية في الحديقة، واستخدام البدائل الآمنة الاخرى او الاحتفاظ بها مغلقة بأمان.
2. ازرع مع طفلك بذور النباتات التي تنمو بسرعة حتى يستطيع طفلك رؤية نتائج سريعة للبستنة. وبعض النباتات السريعة النمو تشمل الخس وزهرة دوار الشمس.
3. اعط طفلك مهمة سقاية ورعاية النباتات التي زرعها. هذه فرصة ليتحمل المسؤولية وتزيد من اعتداده بنفسه، ومشاهدة النباتات تنمو، تمنحه الشعور بالنجاح.
4. العب مع طفلك في الطين، ودع ملابسك تتسخ، ازرع فيه بذور البستنة. طفلك سيحب ويعتز بهذه اللحظات التي يقضيها معك.
5. احتفلا معا عندما تتحول البذور الى النباتات، وتمتع بنجاح مجهود طفلك واثنِ على نجاح جهده الدؤوب.
6. حاول التمشي في المتنزهات العامة وسط الخضرة مع طفلك، وهي أيضا وسيلة لممارسة وتشجيع الرياضة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق